الخرقة
فأن القوم جعل شرفهم في
الخرقة ، فهي المدد الجاري المعنوى الذي وصلهم عن روح الوجود قدس روحه وسره ، إذ
ليس الخرقة رمزاللبس بل من رمز المدد الساري اليهم عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم .
واخذوا هذا مسلسلاً عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وكان شعار خرقتهم الإفتقار إليه صلى الله عليه وسلم في المدد المنبعث
منه .
وكان شعاره عليه الصلاة والسلام الإفتقار
الكلي الي الحق تعالي فقال : اللهم أحيني مسكيناً وامتني مسكيناً وأحشرني
في زمرة المساكين ، فكان شعار الخرقة الإفتقار الكلي إلي الجناب الألهي حساً
ومعناً .
فحوت الخرقة من أسرار الإفتقار ما يدهش
الألباب ، وكان شرف القوم أحفظوا هذا المدد الجاري بالقبضة المعبر عنها بالمصافحة
، التي تنتقل أسرارها باللمس قتنقل أسرار المشارب باللمس التصافحي الساري في
العروق ، ولا تختلط المشارب ، بل كل مشرب معزول عن الآخر .
وظن الجاهل المحجوب أن خرقتهم ماهي إلا
قماش حسي لا تنقل معهاأسرار الوجود ما يذهل وهذا وهم .
وقد
ثبت شرفهم في أنه صلى الله عليه وسلم أخذ شرف الخرقة عن الحق تعالي ليلة المعراج لما
قال له : السلام عليك أيها النبي فقال مجيباً: السلام علينا وعلي عباد الله
الصالحين
فكانت أمانة إيصال السر في الخرقة في عنق
النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجب عليه أن يبغلة الي كل صاع من أمته ، ولذا قال .
وظل القوم يتناقلون أسرار الخرقة باللمس
وهكذا حت يرث الله الأرض ومن عليها
والجاهل في ثبات عماحواه باطن الخرقة من أسرار تجل عن الوصف .