بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أظهر من العدم الموجودات ، وأرسل سيّدنا محمّداً سيّداً للكائنات ، فألَهَمَ بخُلُقِهِ الكريمِ الشّعراءَ والكُتّابَ وغيرَهم لمدحه، وتعظيمه، والتغني بسيرته العطرة أبد الحياة والممات، فعليه وعلى آله وصحبه من اللّه تبارك وتعالى أشرف الصلوات والتسليمات وأذكى التحيات وأتم البركات . وبعد .....
شعرالمدائح ؛ فضلاً عن أهميته الإبداعية كنمط جوهري من أنماط الشعر العربي؛ يعد بمثابة خيوط نورانية تصل ماضي الأدب العربي بحاضره، فهي لون أدبي خاص، ينفرد بأنه لون عميق الأصالة، قادر على الاستفادة من مستجدات العصر والمذاهب الأدبية الوافدة والمستحدثة بدون أن يتغير طابعه الأساسي، وبدون أن يفتقد جذوره وعراقته وملامحه المميزة.
ان تأمل اللغة العربية التى يتحدث بها الآن الملايين من الناس، يكشف عن صفات أساسية فبها، حملتها معها واتسعت بها من خلال تاريخها الطويل المتعدد المراحل والحلقات..
لقد بدأت هذه اللغة فى نشأتها الاولى صحراوية، أخذت من الصحراء صورها وظلالها الاولى، مفرداتها ومترادفاتها، مجازاتها واستعاراتها وتشبيهاتها، ثم يخف هذا الطابع بفضل القرآن الكريم لتغتنى بثروة جديدة من المفردات والتعابير..
ثم هى – فى نشأتها الاولى – لغة موسيقية، وقد أكد هذه الصفة أن العرب لم يكونوا أهل كتابة وقراءة، بل سماع وانشاد، والموسيقى لازمة لمن يصغى فيحس الاصغاء، أو ينشد فيحسن الانشاد ويستحوذ على على الاسماع فهى اذن لغة اذن وليست لغة عين، ولغة الاذن تخاطب دائما الجوانب والابعاد الموسيقية فى النفس.
ومن قديم والعرب يدركون قيمة لغتهم، ويحثون على تعلمها واتقانها وتجسيدها والتزود بادابها، ويرون ذلك جزء من الخلق القويم، وسمة للانسان الكامل، ثم هم يؤثرون من القول ما جاء وجيزا بليغا، يحمل فى كلماته القليلة المعنى الواسع الكبير وكثيرا ما نطالعها فى مأثور أقوال الرسول الكريم (ص) ، يقول ابن عمر: أخذ رسول الله (ص) بمنكبى فقال: (كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )، ويقول سهل بن سعد: جاء رجل الى النبى (ص) فقال يا رسول الله دلنى على عمل اذا عملته أحبنى الله وأحبنى الناس، قال (ص): (ازهد فى الدنيا يحبك الله، وأزهد فيما عند الناس يحبك الناس)..
قصدنا بهذه المقدمة ابراز أهمية تعلم لغة القرآن اللغة العربية، ولنعرف مدى اهتمام شعراء المديح من مشايخ الطرق الصوفية فى اتباع المنهج النبوى فى الاهتمام بالعلم ، نستمع الى قصيدة ( علم النحو) للشيخ عبد الرحيم البرعى وقصد الشيخ علم النحو دون غيره لما يمثله هذا الفن من أهمية لطالب العلم ، والنحو لغة القصد واصطلاحا اعراب الكلام العربى، والاعراب لغة التوضيح والابانة واصطلاحا تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا وتقديرا.
عدل سابقا من قبل Admin في الخميس فبراير 06, 2014 6:18 pm عدل 1 مرات